برشلونة ينجح في الخروج من النفق المظلم

 يبدو أن برشلونة قد تجاوز الأزمة التي عاشها في يناير/كانون الثاني الماضي والتي أدت إلى إعلان رحيل مدربه تشافي هرنانديز نهاية الموسم الحالي. فوز الفريق بشكل لافت على أتلتيكو مدريد بثلاثية نظيفة في ملعب الأخير يعتبر إشارة إيجابية واضحة لتحسن أداء الفريق وقوته الحالية.

بالإضافة إلى ذلك، حقق برشلونة سلسلة من 10 مباريات بلا خسارة، مما يعكس تحسن الأداء والثقة داخل الفريق. يبدو أن الفريق قادر على العودة إلى مستواه السابق وتحقيق النتائج الإيجابية في المباريات المقبلة، وهذا يشكل دليلاً على تحسن الأوضاع وخروج برشلونة من "النفق المظلم" الذي مر به في الفترة الأخيرة.

على ملعب "واندا متروبوليتانو"، أكد برشلونة صحوته الأخيرة من خلال فوز مدوٍ على أتلتيكو مدريد، الذي لم يتعافَ تماماً من الجهد الهائل الذي بذله لاعبوه خلال مباراتهم ضد إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا. بعد إقصاءهم من البطولة بعد وقتين إضافيين وركلات الترجيح، كان من المتوقع أن يكون لدى أتلتيكو بعض الإرهاق والإرهاق النفسي.

لقد حقق برشلونة فوزه السابع في آخر 10 مباريات، وقفز في ترتيب اللجا من المركز الرابع إلى المركز الثاني في جدول الترتيب للمرة الأولى منذ هزيمته على أرضه أمام فياريال 2-5. هذا الانتصار يمثل تحولًا إيجابيًا للفريق بعد الفترة الصعبة التي مر بها، وهو ما دفع تشافي هرنانديز لتقديم استقالته في محاولة لتحرير لاعبيه من الضغوط وإعادة بناء الثقة والأداء الجماعي.

وصف تشافي اداء لاعبيه  بأنه "الأفضل هذا الموسم" يسلط الضوء على عدة عوامل أسهمت في استعادة توازن برشلونة. بدأت هذه العوامل من الدفاع الصلب الذي استطاع منع دخول أي هدف في شباكه خلال المباريات الأربع الأخيرة، وهو أمر لم يحدث من قبل هذا الموسم. وقد كان تذبذب مستوى الفريق على مدار الموسم سببا في تكبده خسائر كبيرة في الدوري الإسباني، حيث يتأخر بفارق 8 نقاط عن الميرينجي المتصدر بالإضافة إلى الهزيمة القاسية أمام ريال مدريد في كأس السوبر وخروجه من كأس إسبانيا في ربع النهائي.

تحسن أداء البرسا يعود أيضًا إلى عودة الثقة والروح المعنوية القوية في صفوف اللاعبين، والتركيز على العمل الجماعي والتنظيم الدفاعي. كما قام تشافي بإجراء بعض التغييرات التكتيكية وإعطاء الثقة للعديد من اللاعبين الشباب، الذين أظهروا مستوى جيدًا وقدرة على المساهمة بشكل فعال في الأداء العام للفريق.

رد تشافي على الانتقادات القاسية التي وجهت له بسبب اختياراته التكتيكية كان من خلال إجراء تغييرات جريئة في تشكيلة الفريق، حيث قام بنقل قلب الدفاع الدنماركي أندرياس كريستنسن إلى خط الوسط. هذا القرار كان بهدف منح الفرصة للمدافع الشاب باو كوبارسي البالغ من العمر 17 عامًا للعب إلى جانب الأوروغوياني رونالد أراوخو في مركز قلب الدفاع.

هذه الخطوة تظهر جرأة تشافي في تجريب تشكيلة مختلفة والاعتماد على الشباب في تشكيل الفريق، مما قد يساهم في تطوير مهارات اللاعبين الشباب وتعزيز ثقتهم. على الرغم من الانتقادات التي تلقاها، فإن هذا الرد يظهر إصراره على اتخاذ القرارات التي يراها مناسبة لتحسين أداء الفريق وتحقيق النتائج الإيجابية.

بالفعل، تمكن تشافي من استعادة خدمات حارسه الألماني الأصلي مارك أندري تير شتيغن بعد غياب دام نحو شهرين بسبب إجرائه عملية جراحية في ظهره. عودة تير شتيغن للفريق قدمت لبرشلونة الثقة والاستقرار في مركز الحراسة، وهو لاعب ذو خبرة كبيرة وقادر على تقديم الأداء المميز في المباريات الهامة.

بالإضافة إلى ذلك، تألق الظهير الأيمن الفرنسي جويل كوندي كان له أثر كبير في استعادة التوازن للخط الخلفي لبرشلونة. كوندي قدم أداءً مميزًا وأظهر قدرات دفاعية قوية، مما ساهم في تعزيز الدفاعات وتحسين الأداء العام للفريق.

بهذه الإضافات الهامة للتشكيلة، يبدو أن تشافي قادر على تعزيز الفريق في مختلف المراكز واستعادة الثقة والتوازن لبرشلونة، مما يمكنهم من المنافسة بقوة في المباريات المقبلة وتحقيق النتائج الإيجابية.

تشافي يثني هنا على ثقته الكاملة في قدرات كوبارسي واستعداده لمنحه الفرصة للمشاركة كأساسي في المباراة الهامة. يلاحظ تشافي الهدوء والذكاء الذي يتمتع به كوبارسي على الأرض، مما يجعله لاعبًا موثوقًا به في المواقف الصعبة. هذا التقدير يعكس الثقة التامة التي يمتلكها تشافي في قدرات الشاب واستعداده لمنح اللاعبين الشباب الفرصة للتألق والتطور في الفريق.

استدعاء كوبارسي إلى صفوف منتخب إسبانيا يعتبر تتويجًا لتألقه الأخير، حيثشارك اللاعب في اثنى عشر مباراة كمحترف ولكن تمكن من جذب انتباه المدربين بأدائه المميز. يعتبر كوبارسي أحدث إضافة إلى الجيل الجديد الواعد في برشلونة، حيث استطاع ملء الثغرات التي أثرت على الفريق بسبب الإصابات.

بالإضافة إلى ذلك، يتألق أيضًا في صفوف برشلونة اللاعب جمال، الذي يبلغ من العمر ستة عشر عامًا فقط. يظهر جمال أداءً مميزًا وقدرات استثنائية، حيث أصبح أساسيًا في برشلونة وحتى في المنتخب الإسباني. يُعد جمال لاعبًا متعدد الاستخدامات، حيث سجل 8 أهداف وصنع 5 تمريرات حاسمة في 44 مباراة خاضها في جميع المسابقات. يتميز جمال بقدرته على المراوغة بقدمه اليسرى وتسديد الكرة بطريقة لولبية، مما يُظهر موهبته الفريدة وإمكانياته الكبيرة في المستقبل.

بجوار اللاعبين الشباب يمتلك برشلونة اسلحة قوية جدا تمتلك الخبرة الكافية لقيادة اللاعبين الشباب امثال المهاجم البولندي روبرت ليفاندوسكي خاصة وأن اللاعب قد استعاد مستواه المعهود في الفترات الاخيرة التي شهدت تألقه خاصة وان الجماهير تعقد امال كبيرة على المهاجم صاحب ال 35 عام بعدما احرز لقب هداف الدوري الاسباني في الموسم الماضي.